ماليزيا 5/11/2015
الفجوة الرقمية
ظهر هذا الاصطلاح في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995 م على المستوى المحلي وكان يعرف باسم “السقوط من الشبكة” وآتى هذا الاصطلاح من الفارق الكبير بين فئات المجتمع الأمريكي في استخدامهم للحاسب الألي والإنترنت بصفة خاصة.
ولكن سرعان ما تجاوز النطاق المحلي ليخرج إلى العالمية وأصبح تعريفاً للفارق بين العالم المتقدم والعالم الصاعد أو النامي. وبالرغم من انتشاره إلى أن المعنى مطاطي ويشمل العديد من التعريفات.
فهناك من يعتبرونه الفجوة بين من لديه إمكانية التعامل مع شبكة الإنترنت ومن لا يمكنه استخدامها، أي أن عدم استخدام الإنترنت يؤدي إلى حدوث الفجوة الرقمية، أو هي عباره عن عجز الدول الصاعدة والنامية في استخدام المعلومات والمعرفة عن الدول المتقدمة، تعرف أيضاً بأنها الفجوة في عملية اكتساب المعرفة بين الدول المتقدمة والدول الصاعدة أو النامية الناتج عن عدم القدرة على الوصول إلى موارد المعلومات والمعرفة سواءً بالوسائل الآلية أو البشرية وعدم القدرة على استيعابها ومن ثم عدم القدرة على توليد المعرفة الجديدة. كما تعرف بتعبير الفيصل بين مستخدمي التكنولوجيا الذين يمتلكون المعرفة والقدرة على استخدام التقنيات المعلوماتية والحاسب الألي والإنترنت وبين من لا يملكون هذه القدرة. وهناك من يراها مجموعة من التحديات يطرحها معدل التسارع لتطوير التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات والصعوبات التي تواجهها البلدان النامية أو حتى الصاعدة في نشرها ومزجها بصلب المجتمع. أو هي الفجوة بين من يملك ومن لا يملك التكنولوجيا والأدوات المتطورة والحديثة القائمة على تيسيرها.
ولكن من المؤكد أن كل هذه التعريفات تبرز فجوة مركبة تعكس الظروف والأسباب المؤدية إلى هذه الفجوة الإلكترونية، فعلى سبيل المثال: التدني في التعليم وعدم توافر فرص التدريب والأمية وغياب الثقافة العلمية التكنولوجية والفروق في دخل الفرد بين الدول النامية والمتقدمة، كما تلعب الفجوة اللغوية دوراً أساسياً في اقتصاد المعرفة والجمود المجتمعي الذي يعكس ضعف قابلية التغيير الذي يرجع إلى أسباب القيم والتقاليد السائدة، وأيضاً من ضمن أسباب هذه الفجوة الرقمية عدم توافر البيئة التمكينية التي تتيح المشاركة المتوازنة في إحداث التنمية المعلوماتية من قبل قطاعات المجتمع الحكومي والخاص وهذا ناتج عن الجمود التنظيمي والتشريعي.
أ.م.د. يوسف أبوبكر الإبيـــــاري
كلية علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات
عميــــد الشــؤون الطلابيـــة
جامعــة المدينــة العالميــة – ماليزيا