الوزراء وقياس الأداء

صورة التميمي

بقلم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي

أن يأتي وزير ويذهب وزير ليست قضية، ولكن القضية لبها يتمحور حول المدة التي قضاها الوزير في تلك الوزارة وما مقدار الإنجاز الذي أنجزه في تلك الفترة وما الإخفاقات التي تسبب بها.
فالإخفاقات التي يتركها الوزراء من ورائهم هي في الغالب تنعكس سلباً على الوطن كله، ولكنها لسبب أو لآخر لا يتم الحديث عنها ويتم تناسيها ويقال «عفا الله عما سلف».
وعندما وُضع بعض الوزراء في المحك داخل المجلس الاقتصادي ظهر ضعف أدائهم وبالتالي كان المجلس الاقتصادي بمنزلة أداة لقياس الأداء لهم.
وحري أن تكون هناك جهة يوكل لها مثل هذا الأمر فإذا كان لدينا هيئة لمكافحة الفساد فإن الحاجة كبيرة لهيئة لقياس الأداء، وهذا المطلب قبل أن يكون مطلباً إدارياً فهو مطلب شرعي لقوله تعالى «إن خير من استأجرت القوي الأمين».
وهو مطبق لدى بعض الدول فقياس الأداء له فوائد منها:
* أن يدرك الوزير الجديد الخلل والقصور الذي حصل لمن سبقه فيتداركه بدلاً من أن يبدأ المشوار من جديد ثم لا يسعفه الوقت في استدراك ما سبق فضلاً عن تحقيق إنجاز يذكر.
* أن نقضي على أساليب بعض الوزراء الذين جل همهم تحقيق فلاشات إعلامية ترفع من مكانتهم لفترة معينة قبل أن يكتشف الخلل الذي وقع بسبب ضعف أدائهم.
* أن يتم القضاء على السلبية الموجودة عند بعض الوزراء من عدم المبادرة والتمسك بالمثل القائل «احفظ للناس ولا تصلح لهم» فترى بعضهم همه الحفاظ على الكرسي لأطول مدة ممكنة دون أن تكون هناك نتائج تذكر.
* حصول الوزراء المتميزين على القدر الذي يستحقونه من التقدير والاحترام بما يتفق مع الجهد والإنجاز الذي تحقق بقيادتهم لتلك الوزارة.
ولا شك أن الأهم من ذلك أن يحدد لكل وزارة أهداف محددة يمكن قياسها لنعرف إلى أين تتجه الأمور.

المصدر: صحيفة الشرق

http://www.alsharq.net.sa/2015/06/06/1354824

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.