التعليم الإلكتروني بقلم إيمان عبدالله

http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/0618253b-8994-4f61-9278-dddf9c24a309

منشور يوم أمس 26 سبتمبر 2016م

2-tab

يحظى التعليم عن بعد باهتمامٍ كبيرٍ في كثير من الدول المتقدمة، ويعتمد هذا النظام في العديد من الجامعات المرموقة في العالم التي تطرح مساقاتها (أون لاين)، لأن طبيعة الحياة العصرية أثبتت جدوى تلك الخطوة في العملية التعليمية، فشهدنا المدينة الجامعية الإلكترونية والجامعة الافتراضية وجامعة الإنترنت حتى تغيرت مفاهيم التعليم العالي وأصبحت بلا حدود، والعالم الذي نحياه اليوم تغيرت قواعده، وأصبحنا في أمس الحاجة إلى هدم فجوة المعرفة والفكر بوسائل عصرية تضاهي التسارع التكنولوجي الذي نشهده.

حسب الإحصائيات في هذا الشأن، في عام 2001 قدمت كليات وجامعات وشركات في (130) دولة أكثر من (50.000) مقرر للتعليم عن بعد بأساليب متنوعة من بينها التعلم الإلكتروني، وسوق التعليم عن بعد الذي يقدم درجات علمية بواسطة الإنترنت ينمو بنسبة (40%) سنوياً، والجامعات المرموقة قدمت برامج أكاديمية افتراضية من بينها جامعة هارفارد التي حققت حوالي (150) مليون دولار من عوائد برنامج التعليم عن بعد الذي يخدم حوالي (60.000) طالب وطالبة متفرغين جزئياً، وتقدر مؤسسة البيانات الدولية أن حوالي مليوني طالب درسوا مقررات جامعية على الإنترنت في الولايات المتحـدة.

وللأسف مازال التعليم عن بعد لا وجود له في الإمارات بالشكل المأمول وبالطريقة التي تقدمت بها الدولة في القطاعات الأخرى، رغم أن لدينا تجربة ناجحة في هذا القطاع من خلال جامعة حمدان بن محمد الذكية، وخطوة جيدة أقدمت عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي «سابقاً» من خلال إعداد لائحة لمعادلة شهادات التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد، للاعتراف بهذا النوع من الشهادات الجامعية، بعد أن وضعت نظاماً صارماً لضبط ومعالجة ثغرات النظام التعليمي الإلكتروني، واعتمدت لائحة طويلة بأسماء جامعات التعليم الإلكتروني المعترف بها، وغالبيتها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ونيوزيلندا، ولكنها إلى يومنا هذا لم تعتمد الانتساب والمراسلة والتعليم المفتوح.

التخصصات العلمية المعتمدة على المختبرات والتجارب من الصعب اعتمادها في التعليم الإلكتروني، ولكن لماذا لا يتم اعتماد التخصصات الأدبية في الدولة التي تتناسب بشكل كبير مع التعليم عن بعد؟ فكل عناصر التواصل الحي بين الطالب والمدرس متوافرة من خلال النهج الإلكتروني في التعلم عن طريق السبورة الإلكترونية ووسائل العرض المتعددة، وهناك بدائل متطورة تسهل من توصيل المعلومات للطلبة، وتجعل من مفردات المقررات مرئية للطلبة في أي وقت، فأين هي جامعاتنا المحلية من التعليم الإلكتروني؟

الابتكار الحقيقي في التعلم له دور كبير في ازدهار الشعوب، وفي تثقيف النفس وتعزيز القدرات، فلماذا لا يتم تشجيع الأكاديميين والمستثمرين لتأسيس جامعات إلكترونية واعتمادها، فهناك جامعة أسست فعلياً منذ سنوات في الدولة ولكنها لم تعتمد رغم أنها تطرح برامج جيدة باللغة العربية تتناسب مع متطلبات السوق.

تواكب الدولة كل جديد في القطاعات كافة، وتساير الثورة التكنولوجية في مجالات عدة، فمتى سنشهد طفرة تقنية في قطاع التعليم العالي تتواكب مع عالم المعلوماتية وتقنيات الاتصال الحديثة؟

إيمان عبدالله

eman.editor@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.